شريط الاخبار

قائمة

رسالة حول فك النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة

 رسالة حول فك النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة
للكاتب: أسامة بن صالح

صحيفة المسرى العدد 18 - الأحد 4 ذو القعدة 1437هـ - 7 أغسطس 2016م
--------------------------------------------------------

الغاية من القتال؟!

يجب أن يكون جهادنا في سبيل الله، وأن المسميات هي وسائل لتحقيق الغاية العظمى وهو إقامة الدين، فمن الخطأ أن نجعل (الوسيلة) بمكانة (الغاية)، فيجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن نقاتل ونجاهد لأننا قاعدة؟! أم نقاتل لأننا نريد تحكيم الشريعه؟! إذا كنا نقاتل لاجل تحكيم الشريعة، فلن يكون هنالك إشكالية إذا كنا قاعدة أو لم نكن. دام الهدف الذي نسعه له هو نفسه!

والهدف ذاته الذي كان موجود في "جبهة النصرة" هو ذاته موجود في "جبهة فتح الشام" فقد قال الشيخ أبومحمد الجولاني: (ويسعى هذا التشكيل الجديد لتحقيق الأهداف التالية: أولًا: العمل على الإقامة دين الله عز وجل وتحكيم شرعه) .

ويقول الشيخ أبو محمد المقدسي في رسالة له قبل سنتين:

(فالعبرة بالحقائق والمعاني وليست بالأسامي، والإهتمام والتركيز ينبغي أن ينصب على الغايات أكثر من الوسائل، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم محا لقبا وصفه الله تعالى به ( محمد رسول الله ) من وثيقة الصلح مع المشركين لمصلحة الإسلام والمسلمين فمن باب أولى أن نترخص وأن لا نتشدد في محو ما دونه من الأسماء، فإذا اقتضى التكتيك التخلي عن شيء من هذه الأسماء لمصلحة الجهاد واستبدالها بأسماء جديدة كأنصار الدين أو أنصار الله أو حتى أنصار الشام أو غير ذلك فلا ينبغي أن يكون ذلك مصدر حرج أو اختلاف بين المجاهدين فلنا في رسول الله أسوة حسنة وبأصحابه الذين استعظموا ذلك الأمر ابتداء ثم انشرحت صدورهم له واستعملوه عند حاجتهم لمثله؛ لنا فيهم قدوة طيبة، وبناء عليه فنصيحتي لإخواني المجاهدين في الشام بعدم التشبث والتشدد في التمسك بمسميات كجبهة النصرة أو القاعدة أو نحوها من الأسماء العزيزة على المجاهدين وأنصار الدين إن كان ذلك سيستغل ضد الجهاد أو يصبح حجر عثرة في طريقهم أو أنه سيصد الناس والمؤيدين عنهم أو ستقيم حاجزاً بينهم وبين عموم الناس من الشعب السوري).
عدم البروز

قيادات القاعدة انفسهم لم يرتضوا أن يظهر لهم فرع في الشام، خوفًا من استغلال القوى الدولية له في صالح نظام بشار وضد الثورة السورية، وتحيدًا للأعداء ما أمكن.

يقول الشيخ أيمن الظواهري:

(مثل إعلان دولٍ دون استئذانٍ بل ولا إخطار، حيث كانت التوجيه من القيادة العامة أن لا نعلن أي وجودٍ علني للقاعدة في الشام، وكان هذا الأمر محل اتفاق حتى مع الإخوة في العراق، وفوجئنا بالإعلان الذي وفَّر للنظام السوري ولأمريكا فرصةً كانوا يتمنونها، ثم جعل عوام أهل الشام يتساءلون: مالهذه القاعدة تجلب الكوارث علينا؟ ألا يكفينا بشار؟ هل يريدون أن يجلبوا علينا أمريكا أيضًا؟) .

ويقول الشيخ أبو يحيى الليبي في رسالته الى القائد ماجد الماجد حول بدايات العمل المسلح في سوريا: (وقد كتبتُ في ذلك للإخوة في الدولة منذ مدة ليست بالقصيرة فيها بعض الخطوط العريضة .... ملخصها باختصار شديد: ألا يكون هناك أي ظهور علني باسم جماعة جهادية، ولا سيما المشهورة المعروفة ....) .

وكذلك صنع الشيخ أسامة مع حركة الشباب المجاهدين إذ قال:

(وفي مسألة الوحدة فأرى أن يتم هذا الواجب الشرعي عبر رسائل سرية غير معلنة مع نشر هذا الأمر بين الشعب الصومالي دون أن تكون هناك أي تصريحات لمسئولين من طرفنا أو من طرفكم بأن الوحدة قد تمت، ويبقى حديث الإخوة من طرفكم إن سئلوا عن صلتهم بالقاعدة بأنهم تربطهم بالقاعدة أخوة الإسلام دون نفي أو إثبات.


ولهذا الأمر سببان:

الأول: سيزداد استنفار الخصوم عليكم إن تم الأمر علنًا كما حصل مع الإخوة في العراق أو الجزائر، علمًا بأن الخصوم سيعلمون وهو أمر يتعذر إخفاؤه إذا انتشر بين الشعب ولكن يبقى الاعتراف سيد الأدلة، ويبقى هناك مجال لمن يريد تقديم مساعدات إغاثية للمسلمين في الصومال، بأن ينكر هذه الحقيقة حيث إنها ليست مبنية على أدلة قاطعة مما يقلل الحصار على المسلمين في مناطق الإمارة وعلى مناطق الإمارة نفسها.

الثاني: أن بعض المسلمين في الصومال يعانون من الفقر الشديد وسوء التغذية نتيجة لاستمرار الحروب في بلادهم، ولدي عزم أن أحث في أحد خطاباتي التجار في دول الخليج على مشاريع تنموية فعالة ومهمة وليست كبيرة التكلفة سبق أن جربناها في السودان، فبقاء المجاهدين غير متحدين مع القاعدة علنًا يقوي موقف التجار الراغبين في مساعدة إخوانهم في الصومال ونجاح هذا المشروع يخفف الكرب عن المكروبين من المسلمين في الصومال ويحافظ على بقاء الناس مع المجاهدين فيها) .

ومحاولة التحييد هذه منسجمة مع السياسة الشرعية النبوية، ففي غزوة الأحزاب عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلث ثمار المدينة على غطفان رغم أن اقتصاد المدينة قائم على الثمار، فهو ضحى بثلث هذا الاقتصاد من أجل أن يحيد غطفان عن بقية المشركين، وقال لأصحابة الذين أبدوا شيء من الاعتراض: (والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ، وكالبوكم من كل جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما).

فلاحظ أن قيادات التنظيم لم يكونوا متحمسين في إعلان الارتباط بينهم وبين بعض الأفرع، تحييدًا للأعداء ما أمكن وإتاحة هامش للتحرك وسلب الحجَّة وتفويت الفرصة على الطواغيت وأذنابهم.


هل جاء فك الارتباط طلبًا لرضى أمريكا؟!

ويجب أن لا نخلط بين محاولة تحيد الأعداء ومابين استرضائهم.

فهذه الخطوة ليست استرضاءًا لهم.

فالغايات التي أُعلن عنها فك الارتباط لم تكن وقف القصف الأمريكي أو تعديل التصنيف من قبل أمم المتحدة، أو رضى الغرب، بل لأسباب داخلية من أهمها تعرَّية هذه الدول بسحب الذريعة التي تحشر أنفها في الشأن السوري، وثانيها للتقرب مع الفصائل والشخصيات الفاعلية والمستقلة في داخل السورية السورية بما ينسجم مع ضرورة المرحلة.

يقول حسام أبو عمّار المتحدث بأسم الجبهة توضيحًا لمتن بيان الانفصال:


(ولم يأت هذا القرار لإرضاء سياسات الغرب أو أمريكا، فنحن لا نعوّل على سياسة الأمريكان، فهذا القرار جاء لتغليب هذه المصلحة في الدرجة الأولى؛ فالمسميات التي تريد أمريكا أن تسعى إليها وتتذرع بها لقصف وتقويض هذه الثورة هي مسميات كثيرة: اليوم قاعدة وغدًا غير قاعدة. لكننا نريد أن نبيّن للناس أن هذا المسمّى لن يوقف أمريكا عن استهداف هذه الثورة، أو يوقف القصف الروسي عنهم، نأمل من إخواننا في الفصائل المجاهدة وقد جاءت هذه الخطوة في الدرجة الأولى يعني إثباتًا للناس أن "جبهة النصرة" تقدّر مصالحهم، ومعاناتهم، وبالدرجة الثانية تقريبًا للمسافات بيننا وبين الفصائل، وإزالةً للمخاوف التي يخافونها أو تُشاع حول هذا المسمى وتبعدهم عن الاجتماع وعن الوحدة، فهذه الخطوة جاءت للحفاظ على الرأس مال الداخلي، وليست إرضاءً لأي سياسة خارجية، ولا تعوّل عليها) .

وحتى كذلك الشيخ أبو محمد الجولاني لم يذكر أن فك الإرتباط كان لإرضاء أمريكا بل قال:

(ونزولًا لرغبة أهل الشام في دفع الذرائع التي يتذرع بها المجتمع الدولي) .

فاستهزاء البعض أو حتى سخريتهم، أن أمريكا سوف تُبقي الجبهة في قائمة الإرهاب أو أنها راح تقصفهم غدًا، ثم خروجه ويقول: (ألم نقل لكم؟! وقد ذهب انفصالكم هباءًا منثورا) هو استهزاء في غير محلة! فأثبت العرش أولًا ثم أنقش. فلم ولن تستطيع أن تثبت أن فك الارتباط جاء لطلب الود الغربي بوجود نصوص صرحة تتضاد مع ما قررت! ولن تستطيع أن تثبت أن النصرة بفك ارتباطها ظنت أن القصف سوف يتوقف؛ فعليه كيف نقشت؟!

و قادة جبهة النصرة ليسوا سُذجًا، حيث يظنون أن امريكا سوف ترضى عنهم بمجرد فك ارتباطهم بالقاعدة، فهذه من المسلمات المتقررة لديهم أن إشكالية أمريكا من المنهج الجهادي والسعي الحثيث لإقامة الشريعة، فإن كانوا لم يرضوا عن مرسي ولا عن أردوغان فكيف يظنون أن أمريكا سوف ترضى عنهم (بمجرد) فك الارتباط؟!

يقول الشيخ أبو محمد الجولاني في المؤتمر الصحفي:


(ونحن ذكرنا فيما سبق أن التصنيف الأمريكي والتصنيف الدولي للجماعات أو الدول أو ما شابه ذلك ليست هي على ارتباطها في تنظيم القاعدة، ذكرنا فيما سبق أن صدام حسين لم يكن تنظيم قاعدة لأنه خرج عن الهيمنة الدولية. كوريا الشمالية خرجت عن الهيمنة، كوبا خرجت عن الهيمنة الدولية فحوربت وعودت وصنفت وما إلى ذلك وجرى عليها ما جرى؛ فلذلك القضية ليس لها أي علاقة في قضية تنظيم القاعدة. مشكلة الغرب مع تصنيف الفصائل هو في الفكر الذي يحمله. فنحن لا يمكن أن نتلاقى مع الغرب بأي شكل من الأشكال، فنحن سواء كنا مع تنظيم القاعدة أو لم نكن مع تنظيم القاعدة فنحن لن نتنازل عن مبادئنا وثوابتنا. نحن سنبقى نقول نريد أن نحكم الشريعة وسنسعى لذلك وسنستمر في الجهاد ولن نهادن أو نوقف معركة مع عدو صائل علينا) .

والجزئية الأخيرة هي رد على من زعم أن النصرة بمجرد فك ارتباطها سوف ترضى بالحل السياسي!!

هل أصبحت الجبهة جماعة وطنية؟!

تركيز جماعة نطاق صراعها في جغرافيا معينة لا يعني بالضرورة أنها وطنية! فأي مشروع يطمح الى خلافة راشدة = يُفهم أنه مؤيد لهدم الحدود وإقامتها على طول امتداد الدول الإسلامية.

وأن الخطوة الاولى لتحقيق هذا المشروع هو تطويع النطاق الجغرافي الذي يقاتلون فيه والسيطرة عليه، مع ضرورة تحييد الأعداء القريبيين.

فقد جاء على لسان قيادة قاعدة المغرب في (وثيقة أزواد):


(والفائدة الثالثة: تكمن في التخفيف علينا من الضغوط الخارجية والدولية.

الأمر الثاني: من المهم جدا أن ننظر لمشروعنا الإسلامي في أزواد على أنه مولود صغير أمامه مراحل عديدة لا بد أن يمر عليها كي يكبر ويبلغ أشده.. فالمولود الحالي لازال في أيامه الأولى يحبو على ركبتيه ولم يقف على رجليه بعد، فهل من الحكمة أن نبدأ ومن الآن في تحميله الأثقال التي ستحول قطعا دون وقوفه على رجليه، بل وربما ستؤدي لخنقه وكتم أنفاسه؟!!... إذا كنا حقا نريد له الوقوف على رجليه في هذا العالم المليء بالأعداء الأشداء المتربصين، فلا بد من التخفيف عنه والأخذ بيده ومساعدته وإسناده إلى أن يقف، وينبني على هذا التصور أن نتبنى فقه تحييد الخصوم، وأن نتجنب سياسة الاستفزاز والاستعداء وتهييج الأعداء) .

فقاعدة المغرب جماعة (عالمية) لها عمليات ضد طواغيت الغرب والعرب ولا تؤمن بحدود، ومع ذلك تقول بضرورة التدرج وتحييد الأعداء. فهذه الخطوات ليست حكرًا على الجماعات الوطنية كما يزعم أو يدعي بعض الجهال!!!

مع المفارقة المضحكة: أن الرسالة هذه أُرسلت الى فئة قد سيطرت على الإقليم وبسطت نفوذها عليه، فكيف وحالنا في الشام لازالنا في مرحلة كر وفر مع النظام؟! فمن باب أولى أن نهتم بهذا الجانب من أصحاب الرسالة.

فقول الشيخ أبو محمد الجولاني أن الجبهة الجديدة تسعى الى إسقاط النظام السوري، لا يلزم منه قطعًا أننا سوف نتوقف بعد النظام السوري. فالشيخ لم يتعهد لهم بذلك.

كما أن المشروع الوطني لا يلتقي بحال مع وجود وفرة كثيرة من الأعجام في الجماعة، بل الجماعة الوطنية غالبًا ما تهمش الغير سوريين وتبدهم عن دائرة القرار، بينما خطاب فك الارتباط كان بجانب الشيخ أبو محمد الجولاني الشيخ أبو الفرج المصري.

فهل قلصت جبهة النصرة وجود المهاجرين؟! وهل غيرت مناصبهم القيادية؟! وهل دعت الى وقوف استقبال المهاجرين بشتى جنسياتهم وأعراقهم؟! وهل ألزمت المهاجرين بعدم الحديث عن قضايا بلدانهم؟!

إذا كان الجواب: لا، فكيف تكون إذن هذه جماعة وطنية؟!

وأما تركيزها على النظام النصيري مع عدم شن هجمات خارج الحدود فهو دأبها حتى لما كانت في القاعدة!!! فكيف سابقًا لم تكن جماعة وطنية والأن أصبحت جماعة وطنية رغم أن علة الأمر واحدة؟!

البيعة

بخصوص تشغيبات أتباع البغدادي أن الجولاني أعتاد الإنشقاق!

فأولًا: هل يُسمى رفض الإنصياع والإنضواء تحت راية دولة العراق الإسلامية في العراق والشام إنشقاقًا؟!

الجواب: لا، لأن (جبهة النصرة) و (دولة العراق الإسلامية) كلاهما يتبع في الأصل الى تنظيم القاعدة، وبينهما بيعة.

[فأورد الشيخ د. أيمن الظواهري نص رسائل دولة العراق الإسلامية إلى القاعدة والتي جاء فيها:

(أوصى الشّيخُ -حفظه اللهُ- أن نطمئنَكم على الأوضاعِ هنا، فالأمورُ في تحسُّنٍ وتطوّرٍ وتماسكٍ وللهِ الحمدِ، وهو يسألُ عن الـمُناسبِ من وجهةِ نظرِكم عند إعلانِ الأميرِ الجديدِ للتنظيمِ عندكم، هل تُجدّدُ الدّولةُ بيعتَه علَنًا أم تكون سرًّا كما هو معلومٌ معمولٌ به سابقًا؟).

فتأمل قوله (تجدد الدولة البيعة)؛ أي أن هناك بيعة تربط الدولة بالقاعدة.

- ثم قال العدناني ردًا على شهادة الدكتور ما نصه: (إن كل ما ذكرتَ مِن شهادتك صحيح)؛ وهو إقرار بصحة شهادة الدكتور أيمن والتي أورد فيها رسالة الدولة للقاعدة وطلبها تجديد البيعة!!

إذًا نستنتج التالي:

- أنَّ فِعل الجولاني ليس غدرًا ولا نكثًا للبيعة؛ لأنه اتصل بالأمير العام بدلًا من الأمير المباشر عليه] .

فلو رفض أبو عبيدة الجراح أوامر خالد بن الوليد واتصل بشكل مباشر مع عمر بن الخطاب= لا يمكن أن تُسمي أبو عبيدة منشقًا أو ناكثًا !! لانه لازال في نفس الدائرة والجماعة.

ثانيًا: فك الارتباط لم يكن من طرف واحد (قيادة النصرة) بل كان بتمهيد من قيادة القاعدة، وتنسيق وتشاور بين الطرفين، فقيادة القاعدة قد مهدت الطريق قبل أن تعلن النصرة الإنشقاق خرجت كلمة لنائب الدكتور أيمن الظواهري يقول فيها:

(فإننا نوجه قيادة "جبهة النصرة" إلى المُضي قدما بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، ويحمي جهاد أهل الشام، ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر) .

وهذه الخطوة تمت بتفاهم مع قيادة القادة كما أسلفنا بدليل قول الشيخ الجولاني:

(نشكر الإخوة المشايخ في قيادة جماعة قاعدة الجهاد عامة، ونخصُ بالشكر الشيخ الدكتور/ أيمن الظواهري -حفظه الله-، ونائبهُ الشيخ أحمد حسن أبو الخير -حفظه الله-، نشكر لهم موقفهم في تقديم مصلحة أهل الشام وجهادهم وثورتهم المباركة، وتقديرهم لمصالح الجهاد العامة هذا الموقف الذي سيسطره التاريخ بأحرف من نور، فقد ضربت هذه القيادة المباركة بإذن الله ولازالت أروع الأمثلة في تقديم المصالح العامة العليا للمسلمين على المصالح التنظيمية الخاصة) .

ففك الارتباط جاء بموافقة القيادة، لذلك كان الجولاني يُثني على موقفها هنا.

فهو ليس انفصال من طرف واحد. كما صنع البغدادي مع إمرائهِ في القاعدة.

فلا يمكن أن تكون ملكي أكثر من الملك نفسه!

ثالثًا: يقولون أنهم سحبوا بيعتهم للطالبان دون إذنًا منهم أو حتى دون أن يروا كفرًا بواحًا، فنقول: هم أدعوا كذلك أن الشيخ أبو حمزة المهاجر قد فك ارتباطه بالقاعدة والطالبان من طرف واحد!

يقول الشيخ أيمن الظواهري:

(ثم كذبوا على أبي حمزةَ المهاجرِ رحمه اللهُ، فزعموا أنه نكث بيعةَ القاعدةِ في وقتِ الشيخِ أسامةَ -رحمه اللهُ- من طرفٍ واحدٍ) .

فحال الجولاني كحال أبو حمزة -كما تدعون-!

فيما إما أن يكونوا الاثنين ناكثين غادريين، أو لا.

فضلًا أن الجولاني قد انفصل بتنسيق مع قيادة، وأنتم تقولون أن أبو حمزة أنفصل دون علم قيادته!!!

وإن شاء الله أن يصدر توضيح عنما قريب يفوَّت فيه الفرصة على ما ظن به هؤلاء الغلاة الجهلة أنهُ ممسك لهم.


فوائد مختصر حول فك الارتباط:

- تعرية الأمريكان وبيان وجههم الكالح من دون مكياج (حجة القاعدة) في محاولة اصطفافهم مع بشار وقتال من قاتله! فالكثير من الفصائل والشخصيات لفهمها القاصر كانت تقول أنتم جلبتم الأمريكان بسبب ارتباطكم بتنظيم يخوض حربًا مفتوحة مع أمريكا، دون أن يعي هؤلاء أن مشكلة أمريكا ليست مع القاعدة وإنما مع الإسلام والمسلمين، فاستمرار حشر أنفسها فرصة لتبصير هؤلاء الناس. ومن ثم اقتناعهم بمشروعك وتحولهم من مخالفين الى حلفاء.

- تقلص الهوَّة التي تحول مابين توحد الجماعات أو حتى إشتراكها معًا، فالكثير من الجماعات تتحجج بأن الارتباط مع القاعدة سوف يجعلها منصبة على أنها مؤيدة لكافة أفعال القاعدة! وأن لوازم هذا التوحد هو تحمل هذه التبعات، ففك الارتباط سوف يُسهم –لو كان هؤلاء جادين- الى إيجاد صيغة ممتازة للتوحد أو التوحد العسكري في أدنى درجاته، ولكن إن أبوا، فهذه حُجَّة على جنودهم الذين سوف يعرفون تملص قياداتهم مما سوف يفقدون الثقة بهم مما ينتج عنه إنضمام الكثير من الصادقين من صفوفهم الى صفوف الجبهة.

- لو تدخلت أمريكا بشكل أكبر وأسفر لاحقًا وتسبب هذا التدخل في إنحسار وهزيمة النصرة ومن ثم فشل الثورة السورية والتي النصرة هي رأس الحربة فيها، فسوف تبقى الأجيال ردحًا من الزمان وهي تلعن تنظيم القاعدة الذي أعطى أمريكا الحجة في التدخل، وطبعًا لن تتصور عقولهم القاصرة أن مشكلة الأمريكان ليست مع التنظيمات بل مع الإسلام، ولكن سوف ينساقون مع الحجة الأمريكية تباعًا، مما سوف يجعل التنظيم ينحسر وسوف يقص هذا من فرص تواجده لاحقًا، وقد يجعل أي بقعة حصلت فيها نفس الفرصة الموجودة في الثورة الشامية أن تلفظ وجود تنظيم القاعدة مبكرًا خوفًا من تكرار المصير، فتتعاون وتتمالئ على قتال التنظيم مبكرًا ويكون هنالك اقتتال داخلي مبكر قد يُفشل هذه الثورة الوليدة. فلابد من نظرة بعيدة المدى من خلال هذه الخطوة.

- وقف لوم الناس وسخطهم على القاعدة التي في ظنهم القاصر هي السبب في القصف الأمريكي أو الروسي لاعتمادهم على تصريحات الدولتين في تبريرهم لقصفهم المدن والأحياء السكنية والأبرياء أنه استهداف للقاعدة!

- إظهار تعاطف بعض المستقلين أو حتى تحييدهم في أحسن الأحوال، فأبو بصير الطرطوسي مثلًا قد شن حروبًا على النصرة، وبمجرد فك ارتباطها تغيرت نبرة كلامه! وكذلك الحصم وغيره، فالكثير من الشخصيات الصادقة حتى الغير سورية تتحرج من ذكر أسم النصرة حتى لا تصنف أنها قاعدة، فسابقًا بعض الشخصيات أُعتقلت بمجرد إنصافها للنصرة كالدكتور الإردني أمجد قورشة ولكن الأن هذا العائق قد زال، مما قد يعطي الضوء الأخضر لبعض هذه الشخصيات للثناء على الجبهة الجديدة، ومن ثم سوف يكون ثنائهم هذا دعاية للجبهة الجديدة عند متابعيهم، وقد يستغل هذا الأمر لاحقًا في بعض الأمور الإيجابية.

فالرهان ليس على الأنظمة ولا على المجتمع الدولي ولا على أحذية الطواغيت، وإنما على الصادقين من الدعاة والداعمين والناس والفصائل. ولأجل هؤلاء قد تمعت خطوة فك الارتباط بمباركة قيادة القاعدة، وهذا ما تيسر لي للإجابة على أسئلة الأخ الحبيب أبو (.....) الأوزبكي وجزاكم خيرًا.

شارك :

التسميات:

عن الصحيفة

صحيفة عالمية أسبوعية تهتم بالقضايا الإسلامية [[ أخبار - مقالات - دراسات - لقاءات ]] رﺋﻴﺲ اﻠﺘﺤﺮﻳﺮ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺒﺪ اﻠﻐﻨﻲ

لا تعليقات في " رسالة حول فك النصرة ارتباطها بتنظيم القاعدة "

  • لمشاهدة الإبتسامات اضغط على مشاهدة الإبتسامات
  • لإضافة كود معين ضع الكود بين الوسمين [pre]code here[/pre]
  • لإضافة صورة ضع الرابط بين الوسمين [img]IMAGE-URL-HERE[/img]
  • لإضافة فيديو يوتيوب فقط قم بلصق رابط الفيديو مثل http://www.youtube.com/watch?v=0x_gnfpL3RM